هل يمكن السيطرة على الوسواس القهري في حياتك ؟

 اضطراب الوسواس القهري، المعروف أيضًا بـ "obsessive-compulsive disorder"

هو حالة نفسية تتميز بظهور أفكار مُتكررة ومُزعجة ومؤرقة في عقل الشخص، والتي تعرف بالوساوس. هذه الأفكار غالبًا ما تكون غير مرغوب فيها وتتسلل إلى العقل دون سابق إنذار. تتعامل الأفكار الوسواسية مع مخاوف محددة تتراوح بين الخطر على النفس أو على الآخرين، من نواحي عدة مثل الناحية الجسمانية، الصحية، أو حتى الاجتماعية

  

بجانب الوساوس، يظهر في اضطراب الوسواس القهري ما يعرف بالأفعال القهرية أو الطقوس . هذه الأفعال هي استجابات يقوم بها الشخص لمحاولة التخلص من القلق الذي يسببه له الوساوس. يمكن أن تشمل هذه الأفعال غسل اليدين بشكل متكرر، التحقق المستمر من الأمور، أو أداء أعمال نفسية معينة. الشيء الواحد الذي يجمع هذه الأفعال هو أنها تتم بشكل متكرر وبشكل غالبًا غير مبرر

  

تتركز الوساوس القهرية على مخاوف متعددة، وتشمل على سبيل المثال الخوف من التلوث والأمراض، والشك في الأمور، و القلق من الحوادث أو الكوارث المحتملة. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من ضغط نفسي كبير بسبب هذه الوساوس والطقوس، ويشعرون بأنهم لا يستطيعون السيطرة على تلك الأفكار والأفعال التي يمارسونها سواءاً بوعي منهم أم لا

  

تشخيص اضطراب الوسواس القهري يتطلب وجود الوساوس والأفعال القهرية، والتي يجب أن تكون مُسببةً للضيق والقلق، وتؤثر سلبًا على حياة الشخص وحياته اليومية. قد يتم تقديم العلاج بعدة طرق، منها

 

  • العلاج بالتعرض والوقاية من الطقوس القهرية : وهو نوع من العلاج السلوكي المعرفي ، فعالًا في علاج اضطراب الوسواس القهري. ينطوي العلاجُ بالتعرُّض على تعريض الأشخاص بشكل تدريجي ومتكرِّر إلى أي شيء (ظروف أو أشخاص) يثير الوَساوس، أو الطقوس، أو الانِزعَاج، مع الطلب منهم بعدم القيام بالسلوك القهري (المعالجة بالوقاية من السلوك القهري).وبذلك، يتناقص الانزعاج أو القلق تدريجيًا خلال التعرُّض المتكرِّر، كما يتعلَّم الأشخاص أنَّ الطقوس لا لزومَ لها للتقليل من الانزعاج. ويستمرّ التحسُّن لسنوات عادة، ربَّما لأن الأشخاص الذين يتقنون هذا الأسلوب يكونون قادرين على الاستمرار في ممارسته بعدَ انتهاء العلاج الرسمي. عادةً ما يُضاف العلاج الإدراكي إلى العلاج بالتعرُّض والوقاية من ردة الفعل 

 

  • استخدام بعض الأدوية مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية والكلوم برامين 

 

أي الفئات معرضة للإصابة بالوسواس القهري؟ 

اضطراب الوسواس القهري ليس نادرًا، فهو يصيب نحو 1 إلى 2٪ من السكان. يمكن أن يبدأ الاضطراب في سنوات المراهقة أو في مرحلة الشباب المبكرة، ولكنه قد يبدأ أيضًا في سنوات لاحقة من الحياة. تتفاوت حدة الاضطراب من شخص لآخر، حيث يمكن أن يعيش بعض الأشخاص مع وساوس طفيفة تؤثر بشكل محدود على حياتهم، بينما يمكن أن يعاني آخرون من وساوس شديدة تفسد حياتهم اليومية

أما بالنسبة لمن يعانون من اضطراب الوسواس القهري، يجب عليهم فهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن هذا الاضطراب قابل للعلاج. البحث عن المساعدة المهنية من أخصائي نفسي متخصص في اضطرابات الوسواس القهري يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو التحسين والتعافي

 

v