الجرح الخفي وعلاقته بالإدمان

يمكن أن يكون العالم مكانًا محبطًا أحيانًا، وقد نتعرض لتجارب صادمة تغير حياتنا بشكل جذري. وفي بعض (PTSD) الأحيان، يمكن أن تترك هذه التجارب أثرًا عميقًا يظهر لاحقًا في شكل اضطراب ما بعد الصدمة 
و لفهم أكثر ما هو هذا الاضطراب و كيف ينشأ يجب في البداية فهم طبيعته

فما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تحدث بعد تجربة صدمة تعرضنا لها، وقد تكون هذه التجربة مرتبطة بالعنف، أو الحروب، أو حوادث السيارات، أو حتى فقدان أحبائنا. يمكن أن يظهر الاضطراب ما بعد الصدمة بعد فترة وجيزة من التجربة الصادمة، أو بعد مرور سنوات. هذا الاضطراب يؤثر على الأفراد بشكل مختلف وقد
يظهرعلى شكل أعراض متعددة
حيث هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تساعد في التعرف على هذا الاضطراب بشكل أوضح
الفزع المتكرر: الشعور بالفزع والخوف الشديد دون سبب ظاهر، ويمكن أن يصاحبه تسارع دقات القلب وصعوبة التنفس
الفوبيا: تجنب الأماكن أو الأشياء التي تذكر الشخص بالتجربة الصادمة
 الأفكار والذكريات المؤلمة: تكرار الأفكار والذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجربة الصادمة، ويمكن أن تكون هذه
الأفكار مزعجة ومحيرة
 
الانفصال الاجتماعي: الشعور بالانعزال وعدم القدرة على التواصل بفعالية مع الآخرين
 التغير في النوم والشهية: يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى تغيرات في نمط النوم وفقدان الشهية أو زيادتها
 العصبية والانفعالات المتقلبة: يمكن أن يكون الشخص سريع الغضب أو متقلب المزاج بشكل ملحوظ

كيف ينشأ هذا الاضطراب بمراحله الأساسية

يمكن أن ينشأ اضطراب ما بعد الصدمة على مراحل مختلفة، ولفهم كيف يحدث ذلك يمكن أن يساعد في التعرف على
العلامات المبكرة والتدابير التي يجب اتخاذها و بداية مراحل هذا الاضطراب تبدأ في
1. عيش التجربة التي أدت إلى الصدمة : يبدأ كل شيء بالتجربة الصادمة التي تؤثر على الشخص بشكل كبير. هذه
التجربة يمكن أن تكون حادة ومفاجئة أو مستمرة وطويلة الأمد.
2. الاستجابة العادية : في البداية، يمكن أن يكون الشخص يعاني من شعور بالحزن والقلق، وهذا طبيعي بعد تجربة صادمة . لكن مع مرور الوقت، يجب أن تتلاشى هذه الاستجابة تدريجياً.
3. اضطراب ما بعد الصدمة: إذا استمرت الأعراض وتفاقمت بدلاً من التحسن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة. هذا يتضمن تكرار الأعراض واستمرارها لمدة شهور.
4. التأثير على الحياة اليومية: يمكن أن يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص، مما
يؤدي إلى تغييرات كبيرة في العمل، والعلاقات الاجتماعية، والصحة العامة

هل توجد علاقة ما بين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة و الإدمان ؟

إن اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأشخاص، وقد يجعلهم أكثر عرضة لخطر
تطوير إدمان وتعاطي المخدرات. وهناك عدة أسباب تفسر هذه العلاقة
1. التهدئة الذاتية: بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يحاولون تهدئة أعراضهم وألمهم
النفسي عن طريق تعاطي المخدرات أو الكحول. يعتقدون أن هذه الوسائل يمكن أن تخفف من الألم المؤلم الذي
يشعرون به
2. الهروب من الواقع : يمكن للإدمان أن يكون وسيلة للهروب من الواقع والأفكار السلبية التي ترافق اضطراب ما بعد الصدمة. يمكن للمخدرات أن توفر فترة قصيرة من الراحة والاسترخاء، ولكنها في النهاية تزيد من تعقيد المشكلة.
3. انخفاض مستوى التحفيز: يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى انخفاض مستوى التحفيز والرغبة في الاهتمام بالحياة اليومية. يمكن أن يكون التعاطي المتكرر للمخدرات وسيلة للشعور بالحيوية والنشاط، على الرغم من
أنها تكون قصيرة الأمد ومدمرة على المدى البعيد.
للأشخاص المدمنين وغير المدمنين على حد سواء، فهم العلاقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والإدمان وتعاطي المخدرات مهم لأنها تساهم في توجيه الدعم والمساعدة المناسبة. إذا كنت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو تعرف شخصاً يعاني منه، يُفضل دائمًا التحدث مع محترفي الصحة النفسية للحصول على الدعم اللازم والتعامل مع هذه الحالة بشكل فعّال. الدعم النفسي والعلاج يمكن أن يساعدان في تحسين الصحة النفسية والجسدية والتقليل من خطر الإدمان وتعاطي المخدرات
v