هل أصابتك يوماً نوبة هلع و شعرت خلالها بأنك تموت ؟
من أصعب ما يمكن أن يشعر به المتعافي وأي إنسان آخر نوبات الهلع المتكررة , والتي لا يمكن تحديد أسبابها و معرفة الكاملة لكيفية التعامل معها , في البداية يجب فهم ما هي نوبة الهلع لنستطيع التحكم بها عند حدوثها , والسيطرة عليها لكي لا تأخذ وقتا أطول
نوبة الهلع هي حالة مفاجئة من الخوف الشديد والتوتر، سواءا بوجود مُسبب الخوف أم عدمه , وقد تترافق مع أعراض جسدية مثل صعوبة التنفس وزيادة ضربات القلب والتعرق و الرجفة , يصاحبها شعور داخلي بأن هذه هي النهاية وبأنك تموت اللآن . و تختلف مدة النوبة من عدة دقائق إلى عدة ساعات , و يمكن أن تُصيب أي شخص خلال حياته . و أما بالنسبة للأشخاص الذين يتعافون من المخدرات ويواجهون نوبات الهلع المتكررة , الناتجة من فترة التعاطي تكون النوبات في هذه الفترة حساسة و أصعب لديهم و قد يعودون إلى استخدام المخدرات مرة أخرى كوسيلة للهروب من هذه الأعراض وتخفيف الضغط النفسي
وهنا يكمن التحدي الحقيقي , فأول مهمة للشخص المتعافي الذي يعاني من نوبات الهلع هو تعلم كيفية التعامل مع هذه النوبات بشكل صحيح دون اللجوء إلى المخدرات. الأمر المهم هو أن يكون الشخص على علم بحالته وعدم الخوف منها. فالنوبة مؤقتة وستمر بمرور الوقت، لذا ليس هناك حاجة للهلع والقلق . حيث توجد عدة تقنيات بسيطة للتهدئة الذاتية و تخفيف التوتر حينها , على سبيل المثال، التنفس العميق والبطيء يساعد كثيرًا. عندما تشعر بنوبة الهلع قادمة، ركز على التنفس وحاول أن تستنشق الهواء ببطء وتنفخه برفق. هذا سيهدئ أعصابك ويساعدك على تجاوز النوبة بسلاسة
و إيضا ، يمكنك تجربة تقنية أخرى تسمى "تحويل التركيز". عندما تشعر بنوبة الهلع، مثلا حاول تحديد شيء آخر لتركيزك والعمل عليه. قم بعد الحسابات البسيطة مثل عدد الأشياء الموجودة حولك باللون الأزرق هذا سيشغل ذهنك ويشتت تفكيرك عن الهلع
و بشكل عام، ليست نوبات الهلع فقط هي التحدي في مرحلة التعافي، بل جميع أشكال الإدمان تصاحبها نوبات هلع وتوتر. ولكن بالإصرار والدعم المناسب، يمكن التغلب على هذه المشكلة ومواصلة طريق التعافي بقوة وبالوعي الكامل منك