هل يستطيع الفن مساعدتك في التعافي ؟

 يعد التعافي من إدمان المواد السامة والسلوكيات الضارة بأنواعها تحديًا شديد الصعوبة، حيث يتطلب الأمر جهدًا شاملاً يشمل العقل والجسد والروح سوياً . إلى جانب العلاجات التقليدية، تبرز طرق مبتكرة للتعافي على مدى تطور العلم النفسي، ومنها  الآن ما يسمى "فن الشفاء النفسي" . يأتي هذا النوع من العلاج بفكرة أن الفنون بأشكالها  يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتحقيق التعافي من الإدمان وتعزيز الصحة النفسية. 
 

ما هو فن الشفاء النفسي؟ 

فن الشفاء النفسي هو تقنية يتم فيها استخدام الفنون المختلفة كوسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار وتحسين الصحة النفسية. يشمل هذا الأسلوب الفنون التشكيلية مثل الرسم والنحت، والموسيقى، والرقص، والكتابة الإبداعية. يعتمد فن الشفاء النفسي على الفكرة الأساسية بأن الإبداع والتعبير الفني يمكن أن يكونا وسيلة للتعبير عن العواطف والتفكير العميق، وبالتالي تحقيق التوازن النفسي. حيث توسعت الأبحاث والعلم لفهم كيق يمكن لاستخدام الفنون المساعدة في الشفاء من الأمراض أو التعافي من الإدمان بأنواعه
 يقوم البحث في الطب التكميلي عن دراسة استخدام علاج الفن والموسيقى في مراكز علاج اضطرابات الاستخدام الضار ، و في دراسة قام بها الباحثون من جامعة جورجيا سنة 2014 تناولت ثلاثة مكونات محددة لعلاج الفن والموسيقى في علاج الإدمان. في البداية قاموا بتقدير انتشار استخدامهما، والعلاقة بين خصائص المرضى في مراكز العلاج واستخدام علاج الفن والموسيقى وخصوصاً لدى المراهقين ، والعلاقات بين أوضاع العلاج الأخرى وعلاج الفن والموسيقى
  
حيث أوضحت بعض خصائص المرضى المرتبطة باستخدام علاج الفن والموسيقىالفرق بين الرجال والنساء الذين يعتمدون كيميائيًا على العلاجات ، وكانت النتائج أن المراكز التي تحتوي على نسبة أكبر من النساء من المرجح أن تستخدم علاج الفن والموسيقى، مما يشير إلى أن النساء يتلقين علاجًا فعّالًا  أكثر لاضطراباتهن في الاستخدام الضار للمواد. علاوة على ذلك، وجدوا أن المراكز التي تحتوي على نسب أكبر من المراهقين من المرجح أن تستخدم علاج الموسيقى لارتباطهم الشديد بها 
  
  

ما علاقة فن الشفاء و الإدمان ؟  

تترافق إدمان المخدرات والكحول والسلوكيات الضارة مع آثار سلبية على الصحة النفسية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس. هنا يأتي دور فن الشفاء النفسي كأداة تعزز من فرص التعافي. بوساطة التعبير الفني، يمكن للأفراد التعبير عن المشاعر المعقدة التي قد تكون صعبة التعبير عنها بالكلمات.عن طريق استماعهم أولعبهم ألة معينة في الموسيقى ، إبراز مواهبهم و مشاعرهم داخلها بطرق صحيحة و مبدعة بالتعاون مع  العلاج المعرفي-السلوكي الذي يرتبط بشكل إيجابي مع علاج الفن والموسيقى واستخدام العلاج المكافئ. يمكن أن يشير ذلك إلى أن علاج الفن والموسيقى يُستخدمان كتكملة لعلاجات أخرى نفسية-اجتماعية، والتي قد تحسن في النهاية نتائج المرضى من خلال تقديم خيارات علاجية أكثر قوة
  

 أهم ما يمكن أن يقدمه فن الشفاء النفسي 

  
1.تعزيز التعبير الذاتي: يمكن للفن أن يساعد الأفراد على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم بشكل غير مباشر وإبداعي، مما يسهم في فهم أعمق للذات. 
  
  1. تقليل القلق والإجهاد: تعزز ممارسة الفن من إطلاق الهرمونات الإيجابية وتقليل هرمونات الإجهاد، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية.
  
  1.  تعزيز التركيز والانتباه:يتطلب الفن تركيزًا عميقًا، وهذا يمكن أن يساعد في تحسين القدرة على التركيز والتفكير بوضوح و تقليل التفكير في التعاطي أو ممارسة الأفعال الإدمانية
    
فن الشفاء النفسي يمكن أن يكون أداة فعّالة وإيجابية في مسيرة التعافي من الإدمان. يساهم في تحسين التعبير الذاتي وتقليل القلق والإجهاد، ويتيح للأفراد الفرصة لاكتشاف أنفسهم من زوايا مختلفة. من خلال الاستمتاع بالإبداع والتعبير، يمكن للأفراد أن يشعروا بالتحسن النفسي ويبدؤون رحلة نحو تحقيق التعافي الشامل. و لا زال البحث مستمراً في تطويره و تأكيد أهميته في رحلات التعافي المختلفة 
v