حديثك مع نفسك هو جزءٌ من تعافيك

إذا أردنا تتبع مسير الأفكار في حياتنا من لحظة سماعها إلى لحظة تكونها في شخصيتنا ، سنكتشف بأنها مرتبطة  بفكرة تقبلنا لها و ترسيخها بالعقل الباطن أم لا

هل ترتبط معتقداتك بشخصيتك؟

نعم يوجد ارتباط على مدى بعيد , حيث لو قسمنا العقل إلى قسمين : العقل الواعي و العقل اللاوعي (العقل الباطن) و ارتباطهم المباشر بأفكارنا و رُوحِنا ، فمثلاً عند سماعك لفكرةٍ ما ستدخل مباشرة إلى عقلك الواعي الذي يُحللها ثم يُقرر أن يتقبلها أم لا ، بعد ذلك إن تم تقبلها ستنطلق مباشرة إلى عقلك اللاوعي لتصبح بعد فترةٍ من الزمن معتقد راسخ لديك ، وبالمقابل تصبح شخصيتك أيضًا ، فإذا كانت هذه الفكرة غير فطرية أو بمعنى آخر (سلبية ،غير
صحية) ستؤثر بروحك بشكل هائل و سوف تؤدي بالنهاية إلى مشاكل نفسية لديك

كيف تؤثر أفكارنا إلى مرحلة الإدمان ؟

 مثال على ذلك فكرة بأنك تربط شعور الراحة والسعادة فقط عند تعاطيك للمخدر أو عند شربك لهذا الكأس من الكحول هي مجرد وهم و معتقد تم ترسيخه من قِبلك أو ممن حولك ، فطريقة تكلم المدمن مع نفسه تختلف كليًا عن طريقة تكلم المتعافي مع نفسه ، فالناس السلبية تُعطيك أفكارًا سلبية لم تكن ببالك من قبل وبعد فترة من تعاملك معهم أو استماعك المتكرر لأفكارهم ستبدأ بتبني هذه الأفكار بدون وعي منك ، لِتُصبح بعدها غير قادر على التمييز إن كانت هذه شخصيتك الحقيقة أم شخصية تكونت بسبب ادمانك و محيطك ، لهذا الإنسان هو وحده قبطان سفينته في التعافي و المسؤول عن التكلم مع نفسه بكل الطرق المرنة لتغيير معتقداته والتعافي من إدمانه الخاطئ ، فإن الوعي للقدرة بالتحكم في العقل وتغيير باطنهِ أيضًا هو جزء كبير من التعافي
v