ما لا تعرفه عن دماغك

 

 

إلى غاية الثمانينيات ، افترضت الأوساط العلمية أننا نمتلك منذ ولادتنا المجموعة الكاملة من خلايا الدماغ التي تُصاحبنا طوال حياتنا ، وبأنها إما يكتمل عددها عندما يكبر الطفل أو في مرحلة البلوغ ، و بالتالي كان الهدف هو العمل على حماية الخلايا العصبية لكي تقضي معنا حياتنا و نشيخ بأحسن الظروف الصحية . و كما وضح الدكتور الأمريكي الباحث جون أردن أنه " مع اكتشاف عملية تكوين الخلايا العصبية ، أصبحنا نعلم الآن أنه من الممكن تكوين خلايا عصبية جديدة في مناطق معينة من الدماغ طوال الحياة " ، و هذا كان من أهم الاكتشافات التي أدت إلى فهم تركيبة الدماغ وطرق تطوره حيث يمكننا الاستفادة من تجديد الخلايا العصبية لحماية صحتنا العقلية ، والتي لها دور مهم جداً في تنظيم مزاجنا والتحكم جزئياً في توازن نفسيتنا 

  

  

حيث أوضح عالم النفس الأمريكي جون " من الممكن زيادة سرعة تكوين الخلايا العصبية من خلال ممارسة النشاط البدني المنتظم ، واستهلاك سعرات حرارية أقل مما هو معتاد في النظام الغذائي ، و زيادة تناول الأحماض الدهنية أوميغا 3 

  

فكرة التعافي من أي نوع إدمان تتمثل بخطة محكمة صحيحة تبدأ بإعادة برمجة العقل لتعليمه معتقدات  جديدة والتي بدورها تنجح إذا تم ممارسة الرياضة معها ، وبناء نظام غذائي يناسب احتياجات كل فرد ، و العادات الجديدة التي تحتاج إلى تعلم و مهارة لكي يقوي عقل المدمن و يُغير تفكيره و تركيزه إلى بناء خلايا عصبية جديدة و ترابطات المختلفة ليتبع رحلة التعافي بشكل متوازن ، حيث يقوم الدماغ باستشفاء نفسه و حمايته بعد تعرضه لفترة طويلة من المواد التي أدت  إلى تغيير هيكلته  

 

  

تطوير قدرات المرونة يقتضي أولاً على تعزيز الصحة العقلية ، و لكن في حالات ليست بالنادرة تُطرح مسألة إعادة البناء بعد مرور الصدمة أو بعد ظهور اضطراب نفسي و في حالات مراحل التعافي من الإدمان ، حيث يبدو التحرر من هذه الفترات أمر في غاية الصعوبة و يتخيل المرء بأنه سيعاني من هذه الأزمة في حياته إلى الأبد  . لكن إن تم الوعي بفكرة قدرة الدماغ على التغيير و بأنه " غير الجامد بل القابل للمرونة والتعديل  " ، حينها يمكن أن تختلف المشاعر الناتجة من اليأس و الإحباط وعدم القدرة . وكما علق  الدكنور جون أردن على المطاوعة العصبية بأنها تُمكن الأنسان من تعلم الشعور بالهدوء و الاستمتاع بالحياة على الرغم من المعتقدات السابقة التي تزعم عكس ذلك